ودخل وفد على عبد الملك بن مروان يتقدمهم غلام
فقال لحاجبه: ما شاء أحد أن يدخل علي إلا دخل حتى الصبيان ؟ فقال هذا
الغلام: أصلح الله الأمير إن دخولي عليك لم ينقص من قدرك لكنه شرفني،
أصابتنا سنة أذابت الشحم، وسنة أكلت اللحم، وسنة دقت العظم ومعكم فضول
أموال فإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا، وإن كانت لله فتصدقوا بها على عباده
وإن كانت لنا فعلاما تحجزوها عنا ؟ فقال: والله ما ترك لنا هذا الغلام في
واحدة عذراً.