قال له ابنه يوماً: (يا أبت, إن بيني وبين قوم خصومة، فانظر فيها، فإنْ كان الحقُّ لي قاضيتُهم،
وإنْ كان لهم صالحتُهم سلفاً).
عرِض
الإبن على والده القضيةً . قال شريح : انطلق فقاضِهم . فمضى إلى خصومه، ودعاهم إلى المقاضاة، فاستجابوا له، فلمّا مثلوا بين
يدي شريح قضى لهم على ولده.
لما رجع شريح وابنه إلى البيت, قال الابن لأبيه: (فضحتني
يا أبت، واللهِ لو لم أستشرك من قبل لمّا لُمْتُك .)
فقال
شريح: يا بني، والله لأنتَ أحبُّ إلي من ملء الأرض من أمثالهم، ولكن الله عز وجل
أعزُّ عليَّ منك
.أخبرك بأن الحق لهم فتصالحهم صلحاً يفوت عليهم بعض حقهم، فقلت لك ما
قلت.