MENOUAR ABDELLATIF published :
لماذا غاب عملاء أمريكا عن مؤتمر مناصرة القدس؟ ولماذا يحرص ترامب على إهانة المسلمين وتهديدهم غير مبال برد فعلهم ماداموا تحت سيطرة عملائه الحكام؟ الإجابة من "كتاب الثورة" الفصل 13:
((في هذا العالم ليس متاحا للمسلمين إلا البقاء "في قاع البئر"، منذ هدمت الحرب العالمية الأولى دولتهم الجامعة، وحالت الثانية دون جمع شيء من شتاتها، بل إن طرح مسمى "العالم الإسلامي" في حد ذاته هو نتاج "للتصنيف العرقي الإمبراطوري للإسلام" كما تقول مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، في مقال عنوانه "كيفية اختراع العالم الإسلامي" منشور بتاريخ يونيو 2017، وفيه تقول المجلة: "أثار فرض ترامب ما يسمى الحظر الإسلامي جدلا شديدا. وعلى أية حال، فإن معناه الضمني هو أن هناك وجودا لمجتمع متجانس أجنبي من المسلمين على كوكب الأرض، وهي فكرة قديمة، حسبما يوضح المؤرخ "سميل أيدين" في كتابه "فكرة العالم الإسلامي"، حيث إن "مفهوم "العالم الإسلامي" ليس نتيجة "متطلبات دينية ولا مستوى فريد من التقوى الإسلامية". بل هو نتاج "للتصنيف العرقي الإمبراطوري للإسلام" التاريخي الغربي، من ناحية، و"للمقاومة الإسلامية لهذه الهوية العنصرية" من ناحية أخرى. وجعلت عملية التبادل هذه، التي تركزت في القرنين التاسع عشر والعشرين، فكرة العالم الإسلامي لمن هم خارجه وداخله ذات مغزى. ولا يشير المصطلح إلى مكان بل إلى سلسلة من النصوص التي طورها المسلمون، وغير المسلمين، للتنقل بين المفاهيم العرقية للإيمان، والغربة، والحداثة".
هذا التصنيف "العرقي الإمبراطوري" للإسلام يعبر في حقيقة أمره عن الرغبة المحمومة في إبقاء الدولة الجامعة للمسلمين في قبرها، الذي حفرته الحرب العالمية الأولى، وجصصته الحرب الثانية، باختلاقها دولا قومية من أشلاء الخلافة للحيلولة دون قدرتها على الالتئام مرة أخرى، ولعبت "الحكومة العالمية" سواء في صيغتها الأولى "عصبة الأمم ـ أو عصبة الدول بالأحرى" أو الثانية "الأمم (الدول) المتحدة" دور "شاهد القبر" الذي يقول بوضوح: "لن نسمح بحكومة عالمية إسلامية، ولا بدور قيادي للمسلمين في حكومتنا العالمية")).محمد القدوسي